الخميس، 27 فبراير 2020

خواطر وهواجس /بقلم على فراج

( خواطر وهواجس )28
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تركوها في بيت غريب عليها فأغلقت الباب بشكل محكم وأسندت ظهرها عليه غير مستوعبة لتلك الأحداث المتعاقبة في زمن غير واف لملاحقة هذا السيناريو الذي رسم لأجلها بكل شخصياته وأحداثه مظلمة الجوانب ظالمة الحدوث .أخذت في مداعبة خواطرها  فألقت بجسدها فوق سريره فهمت بوسادته التي ينبعث منها رائحته الحيه وكأنها تنبض بعبير يملأ المكان الذي مازال يحتفظ بأثار ملابسه المعلقة خلف باب الحجرة والمبعثرة بين السرير والدولاب .فمازالت في سكرتها ونشوة حنين يلاطف جسدها حتي طرحت أرضا تغوص في بيجامته الملقاة علي الأرض وقد غمرتها سعادة ذكرتها بأنوثتها التي ماتت ذات يوم واليوم دبت الروح فيها بدموية الشباب وعنفوان المراهقة لحظة عشق. ذابت في غيبوبة حب حتي ارهقت فغلبها النعاس.رن هاتفها مرات تلو مرات حتي أفاقت فقامت منزعجة وأعتدلت من نفسها وارتاح قلبها فهو المتصل فهاتفته بسرور وبهجة فسألها عن نفسها وحالها حتي طمئنته فأغلق معها وهي محتضنة الهاتف في صدرها تدور في دائرة الحياة التي بثت فيها من جديد وأخذت تتعرف علي  الحجرات هنا وهناك حتي دخلت غرفة مكتبتة لتتعمق أكثر في شخصيته من قرب من خلال تصفحها للمكان وبعض عناوين الكتب وهي التي لم تشتهي يوماً القراءة ولم يستهويها حتي غلاف مجلات الأزياء أو الفن وكان آخر عهدها بالقراءة يوم أن أتطلعت علي ورقة زواجها العرفي من المدعو النائب القتيل .بعدما أشبعت فضولها وقلبها من المكتبة والكتب عاودت التجول بأريحية في البيت مرتدية بيجامته التي أنعمت عليها بالقوة والسكينة والأمان .فتحت أحد الأدراج بعبثية وعفويه فإذ بألبوم صور فتحته وتصفحته وكأنها إحدي بنات البيت فتذكرت طفولتها في بيت أبيها وامها وأخوها وكم كان الأب مصدر قوة وحنان وكم كان الدفء يحيط بالبيت وكم كانت الأسرة هادئة ومستقرة وبدأت الهواجس تثير ظنونها بذكرياتها المؤلمة والتي ختمت بزواجها الأخير وحملها وولادتها وابنها الذي مات بعد أيام من ولادته صرخت في بكاء حرك الجماد في المكان  ........
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
إلي لقاء جديد وحلقة آخري من رواية خواطر وهواجس  ...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
      بقلم / علي فراج /

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق