الجمعة، 28 فبراير 2020

مساء /بقلم عمر السعايدة

مساء
لما دنا يحبو المساء
والأفق خبأه الرداء
جاءتني خلف ردائه
تلهو على برد الشتاء
جاءت كطفل عابث
في البيت يقرع بالإناء
نور تشق ستائري
أسوار قلعتها ضياء
ترنو إلي بباقة
تهدي ﻵلامي الهواء
أنفاس عشقي كلها
وسريري صارت والغطاء
وعلى مسارح نهدها
جورية في الكبرياء
وتبلل النزف الذي
تغتاله سفن العياء
تسقي الصحارى بالندى
لما نأى الغيم السماء
فمها الصغير كبابها
سوق كبير في العطاء
مازلت أرشف ثغرها
باب السلام لها نقاء
برد الزجاج بأنملي
لما سقاها الشيخ ماء
حبر يذوب بعطرها
والياسمين لها فناء
كم قصة خبأتها
في قصر عظمها غناء
بها تستمر مكانتي
أشلائي لملمت الرياء
خبأت كل نجومها
حتى غدت شمس النقاء
كتبت على حلم الصدى
في اللوح سيدة النساء
والرب صاغ جمالها
لما سقاها بالدماء
ودعت ليلي دامعا
من أين هذا الحزن جاء
وبقيت وحدي سابحا
أرواح أخيلتي دعاء
ياليت شعري يرتمي
على مفاتنها بقاء
عمر احمد السعايدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق