الجمعة، 27 مارس 2020

دردشات صباحيه / بقلم مصطفى سليمان

💐💐💐دردشات صباحية💐💐💐

- الصباح الرابع :

تناول يا إبني فطورك ..
كل قدر المستطاع ..
فيومٌ أمامك قصير و البرد فيه ..
قارس و طويل ..
كل حتى يملَّ منك الشبع ..
كل كأنك ستسافر بعده لأقصى البقاع ..
فقراء نحن يا إبني ..
لكننا لا نُدرج في خانة الجياع ..
وجبتنا بسيطة .. يباركها رب ..
إذا نحن له أخلصنا ..
و على مشيئته ننصاع ..
رغيف الأمس ، كأس شاي و زيت و زيتون ..
أكلة تذوقها الأمراء و الفقراء ..
و حتى الرِّعاع ..
إياك و أن تتذمر .. فهناك من يحسدنا .. !!!
حياتنا أجمل ..
حياتنا سيمفونية .. على جميع المحطات ..
حياتنا تُذاع ..
فمنذ الأزل و نحن فيها الموضوع ..
نحن فيها الإيقاع ..

أبوك يا إبني .. كتب عليه الشقاء ..
و منه ما ارتاح .. و لا تذمر ..
مستعد .. بأسناني .. أن أقطع الحجر ..
ليدوم لك .. القلم و معه الدفتر ..
و تذكر جيدا .. يا مهجتي ..
أني ما وعدتك يوما بهذية ..
إذا أنت .. نجحت .. أو تفوقت ..
أو بحفلة عيد ميلاد ..
إن أقبلت سنة .. أو أدبرت ..
لا أريد أن يعيش معي .. ببيتي ..
حملا وديعا ..
عند المواجهة .. أجده بخيلا ..
أريد في بيتي .. أسدا أبيا ..
لا ينحني .. إلا للواحد القهار ..
لا يذرف الدمع .. إلا في الخشوع ..
يواجه حياته .. و لا يعترف أبدا ..
بفعل .. يدعى .. فعل الضجر ..

تناول يا إبني فطورك ..
كل قدر المستطاع ..
فيومٌ أمامك قصير و البرد فيه ..
قارس و طويل ..
كل حتى يملَّ منك الشبع ..
كل كأنك ستسافر بعده لأقصى البقاع ..
فقراء نحن يا إبني ..
لكننا لا نُدرج في خانة الجياع .. !!!

أبوك يا إبني .. كتب عليه الشقاء ..
و منه ما ارتاح .. و لا تذمر ..
مستعد .. بأسناني .. أن أقطع الحجر ..
ليدوم لك .. القلم و معه الدفتر ..
و اعلم جيدا .. يا كبدي ..
أني .. في صلاتي .. أدعو لك ..
و أنسى غالبا .. الدعاء لنفسي ..
يكفيني أنت .. عزائي ..
و ما بعدك .. و منهم أنا ..
أخذوا من الدعاء .. ما يكفي ..
يكفي أمة بكاملها .. و يكفيني ..
فعود نفسك على الصلاة ..
و لا تتركها .. ادع فيها لنفسك ..
و لا تنسى الدعاء .. لأي كان ..
ادع .. للناس .. ادع لهم ..
ادع لهم .. في أي مكان .. في أي زمان ..
و لا تيأس ..
ادع للبشرية .. جمعاء ..
انظر إليهم .. دائما ..
كأنهم بذور  .. الخريف ..
ينتظرون رحمة السماء ..
ينتظرون الغيث ..
كن أنت الغيث .. أنت المطر ..
افعل الخير .. دائما .. و انساه ..
إياك أن تنتظر الجزاء ..
فمن انتظره .. عاش حياته ..
مبتإس ..
فلا أحد سيعمر .. طويلا .. أبدا ..
الكل آيل للسفر ..

تناول يا إبني فطورك ..
كل قدر المستطاع ..
فيومٌ أمامك قصير و البرد فيه ..
قارس و طويل ..
كل حتى يملَّ منك الشبع ..
كل كأنك ستسافر بعده لأقصى البقاع ..
فقراء نحن يا إبني ..
لكننا لا نُدرج في خانة الجياع .. !!!

أبوك يا إبني .. كتب عليه الشقاء ..
و منه ما ارتاح .. و لا تذمر ..
مستعد .. بأسناني .. أن أقطع الحجر ..
ليدوم لك .. القلم و معه الدفتر ..
ستكبر سريعا .. يا مهجتي ..
و ستكبر معك الدنيا .. بما حملت ..
فاكبر أنت .. و لا تجعلها تكبر عليك ..
حصن نفسك .. حصن ذاتك ..
و اجعلها تكبر .. كما تريد أنت ..
اجعلها تكبر من حواليك ..
تعامل معها .. كأنها حديقة ..
أو .. كأحد .. الجنان ..
متنوع الفاكهة .. و الثمار ..
من الحنظل .. حتى الرمان ..
اجعلها تضحي .. على عبق القرنفل ..
و تمسي على الزعتر ..
اجعل لها دورة ..
لكن .. لا تحاول التغيير فيها ..
كأن تحاول العبث ..
العبث .. بالفصول ..
لأن خالقها .. خلقها بروعة التناظم ..
بروعة التناغم .. خلقها ..
خلقها .. بنعمة البزوغ و الأفول ..
و من أراد فهم بعض منها ..
عليه أن لا يزيغ فيها .. كأن يضيع ..
مضيعا فيها .. الأصول ..
فلا تمر على كلامي .. يا مهجتي ..
بمرور الكرام .. بل اتعظ ..
فلن أدوم لك ..
كلنا مسافرون فيها .. إلى هناك ..
إلى .. ذاك المستقر ..

تناول يا إبني فطورك ..
كل قدر المستطاع ..
فيومٌ أمامك قصير و البرد فيه ..
قارس و طويل ..
كل حتى يملَّ منك الشبع ..
كل كأنك ستسافر بعده لأقصى البقاع ..
فقراء نحن يا إبني ..
لكننا لا نُدرج في خانة الجياع .. !!!

مصطفى سليمان/المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق