الأربعاء، 26 فبراير 2020

صمت الثلج/بقلم د عز الدين حسين ابو صفيه

صمت الثلج  :::

صمتَ الثلج
وذاب
وسالت من العيون
دموع العتاب
لحبيبٍ منذ سنوات
عن محبوبه سافر و غاب
وتركها في حيرةٍ
من أمرها وعذاب
وبرودةٍ أطفأت دفأها
فذاب شمعها
وخَبَتْ شمسها
فحزن ظلها
وجف رحيقها
وما عاد ينساب
فأرسلت له عشرة
رسالة عتاب
وما وصلها منه
أيّ جواب
كان مسحوراً
بجمالها
وبِحَوَرِ عيناها
يشتاق لدفء مضجعها
فكان منه لكل سؤالٍ
رسالة تحمل لها جواب
وظل البعاد هو العنوان
لم ينسَ ما كان بينهما
ولا عن خياله ذكره غاب
عشرة أعوام أتى الثلج
وذاب
فقرر أن يُنهِ الغياب
لملم ذكرياته و أشياءه
وحزم حقائب عشقه
وأعلن توبته ... فتاب
وطلب الغفران
من قلبها الولهان
وعلى بساط النسيم
إليها عاد
دق الباب  **
قالت يا باب كذاب
دق الباب  **
قالت أحلم هذا
أم هذا سراب
دق الباب  **
فتحت
فاجأها وجود عاشقها
خلف الباب
دُهشت ..  صمتت
تبسمت ..  بكت
عانقها.. وبيده
كفكف دمعها
قبل ووجنتاها
عاتبته ..  قالت له  :
أذاب ثلجك يا سيد الأحباب
قال  :
أرسلت لكل أسئلة رسائلك
رسائل بها لكل سؤالٍ جواب
أين هي يا قمري ؟
عشرة أعوام لم يذب الثلج
ولم يُفتح صندوق بريدها
فتحته
وجدت رسائله وبكل واحدةٍ جواب
أحبك
أعشق ظلك
ودفء حضنك
ورائحة شمعك
وحرارة شمسك
وضياء قمرك
و حَوَرَ عيناك
وابتسامة شفتاك
وبياض ثلجك
أعشقك كلك
وفي الرسالة الأخيرة
أضناني الغياب
فأنا عائدٌ مع
برد الثلج
وقبل نوارس الصباح
وها أنا وقلبي بين يديك
أظلميه إن شئت
أو أهجريه
أو أغلقي الباب
عانقته وقبلته
وإلى قلبها ضمته
وإلى البيت أدخلته
وأغلقت الباب
وبدأت الحكاية
منذ البداية
ونزل الثلج
وذاب الثلج
ولم تنتهِ الحكاية

د. عز الدين حسين أبو صفية،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق