الاثنين، 2 مارس 2020

ارتحال فى العتمة/ بقلم الشاعر د مفيده الجلاصي

" ارتحال في العتمة"
استحلفت الزمان ....سألته:
لم ذاك الربيع _وهو منك_
بات مرتحلا...في قلاع
المدن المقفرة ...
كابوسا يجثو على
صدر الواحة الفيحاء
غدت رمالها مغمورة
بألغاز وأسرار الوجود
أصابتها خيبة الإنتظار
للمياه المتدفقة
تروي ظمأها..
والنخل صار يشكو
جذوعه الجرداء
فما عادت تساقط
منها الرطب
غاب بهاؤها.. 
جفت المنابع.. وخلت
مساكنها فلا نبض
فمن تراه الأدرى بشعابها
هجروها بلا رجعة
متأملين حلما كالأمل
يبدو جاثيا في طرق
ملتوية تأخذك بعيدا
حيث اليقين غدا
شكا لا يحتمل
كالليل لا يبوح بسره
هناك تتجاهلك ذاكرتك
وقد تخونك فلا عزاء
وقد تعلن نسيانك
من كونها..
تلفك غربة قاتلة
وترمي بك في بحر
ظلمات الخطايا
اين ترى مصيرك
يلوح اليك ويومئ
يعلن قدومه اليك
حاملا في كفه
بشرى مزيفة لوجودك
في عالم الغيب
هناك تقتحمك حيرة
وتعتريك تساؤلات
تقض مضجعك
حينئذ تدرك بدء المسيرة
نحو حتفك. ....
اتراك قادرا على ان تستل
سيف عمر ام تركب جواد
عنترة العبسي
ام تحمل قرطاس المتنبي
علك تسمع من به صمم
اتخال نفسك انك الفتى
الذي ما أخبرت به الأوائل
وها انك تنبعث في
المدى المحدود
قيضا يلهب دروبك
المتعرجة .....
لم ينضب معينها
 ففيك سكنت وعششت
نبعا من فيض عشقك
في عتمة تلاحقك
تلازمك كظلك
في دروب زمن خانك
(الشاعرة الدكتورة مفيدة الجلاصي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق