الثلاثاء، 25 فبراير 2020

مناجاة الليل/ بقلم صلاح منير

مناجاة الليل
بقلم: صلاح منير
يا ليل طال في ظلمته السهر
حاكيت فيه النجوم والقمر
وأفصحت عما بقلبي مختمر
كيف لي دون غفوة أصتبر
وحبي على البعاد بات مصر
ومثلي لا يذاع له في الجمع سر
يا ليلي البهيم انت لي موطني
فشمس النهار تكشف مواجعي
وظلمتك ساترة ما بين الأضلعي
سري الدفين بلا خجل لك أفضي
النفس ذائقة الأرق تشقا وتهذي
فقد جافاها النوم ليال في مرقدي
سهران صحبتي النجوم والكواكب
عاشق في بحر تاهت بي المراكب
ما كنت لصفعات الأمواج بحاسب
هكذا حالي اذ صار الحبيب غائب
ولست غاضب منه ولا عليه عاتب
فربما كان اختيار قلبي غير صائب
القلب في خضم العشق قد هوى
والعشق داء لا اختيار لمن غوى
يربط الله الفؤاد بسره بمن غوى
يذهب حلاوته طول البعاد والجوى
يا من تلوم العاشقين على الهوى
هو ألم مجهل لمن بناره ما اكتوى
يا ليل كم في سهري قد أفرطت
كم بظلمة المساء عيناي قد كحلت
كم على هجر الحبيب قد صبرت
وكم بشكواى لك يا ليل قد أطنبت
كيف لمن بحبه أمسيت وأصبحت
يستبيح هجري بعد ما له أخلصت
وعدا بالسعادة والأمل كان مشهودا
حسبته صدقا لكنه اليوم بات مفقودا
حلم تبدد هباء وسدى كان منشودا
حين هجرني الحبيب وبت وحيدا
ياليته يعلم ما بي من تفكر وشرودا
فيعود ليضمد جرح لا يزال مفتوحا
حين ألقاه لن يرى عتاب ولا أنين
سأفرش له الطريق بالورود والرياحين
وأعطر لأجله الأجواء بأريج الياسمين
وأنشد لقدومه المعطر أشعار العاشقين
فيا ليته يشعر بما يحمله قلبي من حنين
ليلتئم جرحي وأغفو على صدره مستكين
صلاح منير
مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق